التحليل المقارن لاستراتيجيات إدارة الأمراض الانتقالية: التشخيص السريع، الوقاية المجتمعية، والحد من انتشارها في البلدان النامية (العراق أنموذجاً) 2018 – 2024

المؤلفون

  • فراس كريم الكلابي
  • فاطمة محسن البوعجي

DOI:

https://doi.org/10.56924/tasnim.14.2025/19

الكلمات المفتاحية:

الأمراض الانتقالية، الصحة العامة، العراق، دراسة مقارنة، التشخيص السريع (RDTs)، الوقاية المجتمعية، الترصد الوبائي، العاملون الصحيون المجتمعيون (CHWs)، السياسات الصحية

الملخص

الخلفية: تُشكل الأمراض الانتقالية تحدياً رئيسياً للأمن الصحي العالمي، لا سيما في الدول النامية حيث تتفاقم أعباؤها بسبب ضعف البنى التحتية الصحية، وعدم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي. يواجه العراق، على وجه الخصوص، تحديات مضاعفة نتيجة عقود من النزاعات التي أدت إلى تدهور قدرات الترصد الوبائي وأنظمة الرعاية الصحية الأولية. إن تزامن تفشي أوبئة عالمية مثل كوفيد-19 مع استمرار تفشي أمراض متوطنة كالكوليرا والحمى النزفية والليشمانيا، يكشف عن وجود فجوات استراتيجية عميقة في منظومة الصحة العامة العراقية، ويبرز الحاجة الماسة لتقييم شامل لاستراتيجيات إدارتها. هدف الدراسة: يهدف هذا البحث إلى إجراء تحليل مقارن منهجي لتقييم فعالية استراتيجيات إدارة الأمراض الانتقالية في العراق خلال الفترة (2018-2024)، وذلك عبر مقارنتها بتجارب أربع دول نامية أخرى (فيتنام، رواندا، بنغلاديش، وأوغندا). يركز التحليل على ثلاثة محاور رئيسية: (1) التشخيص السريع والترصد الوبائي، (2) الوقاية المجتمعية، (3) استراتيجيات الحد من الانتشار والسيطرة، بهدف استخلاص الدروس المستفادة وتقديم توصيات عملية وقائمة على الأدلة. المنهجية: اتبع البحث منهجية دراسة الحالة المقارنة، مستنداً إلى تحليل وصفي ونوعي للبيانات الثانوية المتاحة للجمهور. تم جمع البيانات من مصادر دولية موثوقة، بما في ذلك قواعد بيانات منظمة الصحة العالمية (WHO)، البنك الدولي (World Bank)، الدراسات الأكاديمية المحكّمة المنشورة في قواعد بيانات مثل PubMed وScopus، والتقارير الحكومية الرسمية. شمل التحليل أمراضاً فيروسية (كوفيد-19، الحمى النزفية)، بكتيرية (الكوليرا، التيفوئيد)، وطفيلية (الملاريا، الليشمانيا)، مع تقييم مقارن للمؤشرات الإحصائية الرئيسية المتعلقة بالتشخيص، الوقاية، والسيطرة. النتائج: أظهرت النتائج تفاوتًا واضحًا في كفاءة الاستجابة والوقاية المجتمعية للأمراض الانتقالية، حيث سجلت رواندا أسرع زمن استجابة (24 ± 4 ساعة) وتغطية تشخيص سريع عالية (85 ± 5%) مقابل العراق (72 ± 12 ساعة، 38 ± 8%)، مع دلالة إحصائية قوية (p < 0.001). كما ارتفعت معدلات الإصابة السنوية في العراق من 176 إلى 217 حالة لكل 100,000 نسمة بين 2018–2023، مقابل انخفاض مستمر في رواندا وبنغلاديش وأوغندا (p < 0.01). وأظهرت الفروقات الوبائية والتفشي النوعي للأمراض الفيروسية، البكتيرية، والطفيليات فجوات كبيرة في العراق (+359%، +332%، +717% مقارنة برواندا، p < 0.001). وكان نجاح الاستراتيجيات الصحية مرتبطًا بالإنفاق الصحي الحكومي، وجود نظام منظّم للعاملين الصحيين المجتمعيين، وفاعلية الحكومة، وهو ما يفسر الأداء المتميز لرواندا وفيتنام. وتعكس هذه النتائج الحاجة لتعزيز الوقاية، تطوير البنية التحتية الصحية، وتقوية الإدارة الحكومية للسيطرة الفعّالة على الأمراض الانتقالية في العراق. الاستنتاج والأهمية: تستنتج الدراسة أن فعالية إدارة الأمراض الانتقالية لا تعتمد على القدرات العلاجية داخل المستشفيات فحسب، بل تتوقف بشكل حاسم على قوة حلقة الصحة المجتمعية والوقائية. إن الفجوة الرئيسية في استراتيجية العراق تكمن في غياب آلية منظمة للوصول إلى المجتمع، وبناء الثقة، وتطبيق التشخيص والوقاية عند نقطة الرعاية. وعليه، توصي الدراسة بضرورة إحداث تحول نموذجي في السياسة الصحية العراقية، يرتكز على إطلاق برنامج وطني للمرشدين الصحيين المجتمعيين، وتعميم استخدام أدوات التشخيص السريع، وتوجيه الاستثمار نحو الرعاية الصحية الأولية. تكمن أهمية هذا البحث في تقديمه خارطة طريق عملية ومبنية على الأدلة لصناع القرار في العراق، تهدف إلى بناء نظام صحي مرن ومستدام قادر على مواجهة التحديات الصحية الحالية والمستقبلية.

التنزيلات

بيانات التنزيل غير متوفرة بعد.

منشور

2025-09-15

كيفية الاقتباس

الكلابي ف. ك., & البوعجي ف. م. (2025). التحليل المقارن لاستراتيجيات إدارة الأمراض الانتقالية: التشخيص السريع، الوقاية المجتمعية، والحد من انتشارها في البلدان النامية (العراق أنموذجاً) 2018 – 2024. مجلة تسنيم الدولية للعلوم الانسانية والاجتماعية والقانونية, 4(4), 379–437. https://doi.org/10.56924/tasnim.14.2025/19