الحجاج اللغوي في سورة مريم

الملخص

عندما تمس الحاجة إلى هذا الحوار مضماره طرح قضية غير متسالم عليها، فإن على طرف ما أن يقدم حججه التي تعضد رأيه وتساند وتفصح عن وجهة نظره واضحة جلية، ولم يكتف بذلك فقط حتى ينصرف إلى محاولة جعل الطرف الآخر من النزاع مقراً معتقد بما يراه، رامي بحجاجه إلى إقناعه- إقناع خصمه المتنازع معه-، بل وتمثله رأيه وحثه على إنجاز قوله الذي يراه، تاركة رأيه المنافح عنه منبع رأي خصمه مقتنع به، ذلك وفق ما سمح به الحوار من ظهور الحجاج وسيلة غايتها الإقناع. ولان سورة مريم تتسم بنسق حروفها وألفاظها الحجاجية، و تراكيب جملها وأساليبها، فضلاً عن الترتيب الأسلوبي في المعنى والدلالة، وتنظيم الكلمات، فقد دفعني هذا إلى الشروع والغوص في سبر غورها لأخرج بدراسة لغوية تظهر الجانب الفني في هذه السورة المباركة. ولتحقيق هذه غاية تم تقسيم البحث على فقرات عدة مختصة بالجانب اللغوي، هي: (الروابط الحجاجية) و (أدوات الشرط) و (التوكيد) و (أفعال الكلام)، ثم انهيت البحث بخاتمة وثبت المصادر والمراجع.